إن عقيدة الإسلام هي العقيدة التي بعث الله بها رسله، وأنزل بها كتبه من لدن آدم عليه السلام إلى محمد صلى الله علية وسلم، وقد كان كل رسول يدعو قومه إلى الإسلام، فإبراهيم عليه السلام سماهم (مسلمين)، لأن الإسلام والاستسلام لله رب العالمين هي جوهر العقيدة التي نادى بها الأنبياء وختمها وأكملها نبينا محمد صلى الله علية وسلم. وقد فهم صحابة النبي صلى الله علية وسلم هذه العقيدة، ونشروها وبلغوها إلى الناس كافة صافية نقية كما جاءت من عند الله على لسان محمد صلى الله علية وسلم. ولكن البشرية لا يزال فيها الكثير من العقائد البعيدة عن التوحيد، بل إن هناك من البشر بلا دين ولا عقيدة، هائمون على وجوههم، إضافة إلى أن بعض المسلمين قد جهلوا عقيدة الإسلام، مما أدى بهم إلى ظهور البدع والضلالات البعيدة عن معنى ومفهوم الإسلام والتسليم لله رب العالمين كما هي عقيدة هذا الدين. ولأن طلبة كليات الشريعة هم حملة هذه الرسالة وهذه العقيدة إلى الناس كافة، يبلغونها ويدفعون عنها كل الخرافات والممارسات البعيدة عنها، فقد دفعني هذا إلى كتابة هذا الكتاب يتحدث عن أركان الإيمان الستة بأسلوب يصل إلى القلوب والعقول، فيه الحجة والدليل من خلال الكتاب والسنة الصحيحة، وقد حاولت أن أستفيد من كل من كتب قبلي، ليكون كتابي هذا جامعاً للكثير من الأفكار والرؤى والاجتهادات في هذا الموضوع الهام بعيداً عن التعصب والهوى.