تحمل التحولات الكبرى التي يشهدها الدور التركي في المنطقة خلال العقد الأخير، الكثير من الأسئلة التي يطرحها العرب على أنفسهم، وهي أسئلة مثقلة بجعية من الموروثات المتعاقبة التي تراكمت عبر تاريخ طويل من العلاقات العربية - التركية انتهى بطبع صورة لدى كل طرف عن الآخر تُعَبّر عن شعور ملتبس بين الحنين والكراهية. وإذا كانت تركيا في خضم تلك التحولات قد سعت لتغيير صورتها لدى العرب، فإن تحسن تلك الصورة على قاعدة الإحتضان التركي للقضايا العربية المصيرية وعلى رأسها القضية الفلسطينية لم يبدد الكثير من المخاوف العربية تجاهها، وبخاصة المخاوف المتعلقة بالدور المستقبلي الذي تطمح تركيا إليه في المنطقة وبتحكم تركيا ببعض الموارد الحيوية التي تتغذى منها بعض البلدان العربية، على الرغم من وجود الكثير من القضايا الإستراتيجية المشتركة بين تركيا والعرب التي يمكن أن تؤسس لعلاقات تكاملية بين الطرفين. يقدم هذا الكتاب قراءات موسّعة للعلاقات العربية - التركية من منظار عربي، أدرجت فصوله الثلاثة والعشرون تحت أربعة محاور رئيسية، هي الإرث التاريخي لهذه العلاقات، والمصالح المتبادلة، والبعد الإستراتيجي، والتحديات المستقبلية، ساهم في وضعها نخبة من الباحثين والخبراء العرب من مختلف الإختصاصات والحقول المعرفية. وقد جاءت عناوين الفصول وفق ما يلي: القسم الأول: "في الإرث التاريخي السياسي والإجتماعي"، القسم الثاني: "في المصالح المتبادلة (الإقتصاد وموارد الطاقة)"، القسم الثالث: "في البعد الإستراتيجي (الأدوار والخيارات والمحددات)"، القسم الرابع: "التحديات المستقبلية".