الكومبارس_رواية
In stock
بات سلامة في بيت أم عبير.. صفعها ولعنها .. ومع ذلك بات ونام وأطلق شخيراً. بعد أن صفعها ارتدى ملابسه وهم بالخروج، لكن الذعر المرسوم في عينيها رقق قلبه.. بدت منسحقه في انزوائها تتشبث بركن الغرفة جالسة القرفصاء تحمي وجهها بيديها من لا شىء. اقترب منها فانكمشت في ذاتها، واعتقدت ان عملقته تكاد تخرق سقف الغرفة. فى هذة الرواية يواصل ناصر عراق غوصه فى اعماق النفس البشرية، من خلال شخصية عبد المؤمن السعيد، الممثل المغمور الذى يحلم بفرصة تليق بموهبته العريضة، وتحمله الى النجومية التى يستحقها، لكنه يمضى فى الحياة مجرد كومبارس، يؤدى دورة على هامش الحياة، تطارده الهواجس، وتعصف بروحه متاهات الموت، بعد أن تحول الى هارب (( من دود الأرض)) ، ويستبدل بحياته المستقرة حياة أخرى، لا تعيده منها سوى سكرات الموت
الرواية تمتاز ببناء معمارى متماسك وإن كان مركبا إلى حد ما، فالسيمترية (التوازن) فيها واضحة بين انسيابية الكلمات وتناسق المرادفات ورشاقة اللغة وانسجام الأحداث، وإن كانت السيمترية فى رواية الكومبارس ركن أساسى فى البناء بين الكلاسيكية والحداثة، ناصر عراق استخدم خطين من الزمن الأول بدء منذ 1966 ممتدا إلى 2011 أما الخط الثانى امتد ساعات وأيام معدودات شهدت فيها مصر التغير، الوقت فيهما يستغرق أيام فى عام 2011، فالأيام كانت على لسان فاطمة وفاتن وباسم مرزوق وجميل الشناوى فى ميدان التحرير متمسكين بخيوط ثورة يناير معلقين على بطش مبارك وذبانيته وطغيان الشرطة وانسحابها، دور المجلس العسكرى، ودور الكومبارس الذى أداه الدكتور محمد البرادعى بمهارة، ثم نعود إلى الزمان القديم حين كان عبد المؤمن يسمع تأوهات والدته فى أحضان الرجال مرورا بموتها على يد أبيه مهشما رأسها بشاكوش إسماعيل النجار أحد زبائنها فى ليلية ظلماء