تمشية قصيرة مع لولو
In stock
يتميز محمد خير بقدرته على السرد المكتمل في القصة القصيرة، وتنوع عوالمه بين المحلي الواقعي، والخيالي الغرائبي، ينزع الهوية عن المكان والزمان بمهارة تأخذ قصته إلى مستويات عدة من التلقي، يمكن للجميع أن يرى نفسه طفلا يطارد عصفور أمه "الواشي "، أو الطالب الذي يفر من فتاة جامعية تدمن التبرع بالأعضاء، أو الشاب الذي تطارده رسائل الراحلين بالنصيحة، ويتأمل خير ضياع الجوهر الإبداعي في هيئة فتاة تنسخ اللوحات إلى أن تمتلئ المدينة بأعمال مقلدة، أو مطرب شهير ينسلخ من جلده بادعاء الموت، ثم ينبعث كنسخة مزيفة من نفسه. يمتد السرد المكتمل لدى خير إلى عوالم نفسية رسمها برشاقة، فالهلوسة والفصام وغيرها تعني أن الشخص لم يعد كما كان، كما تتحرك ذاكرته مثل كاميرا وثائقية تخلد أماكن مثل كورنيش الإسكندرية وجاردن سيتي، مسرة، خان جعفر، بيت القاضي، لتشكل خلفيات هوياتية تمزج بين ثقافة المكان وتفاصيل الشخوص، التي تحتل البراءة الطفولية منها مساحة واسعة تمنح كتابته خلفية بيضاء رائقة، تبرز في الوقت ذاته التناقضات القيمية كالخوف والكذب والغرور، على الجانب الآخر من مواءمات قيمية أخرى مثل الفقد والحنين وتقبل الآخر وإصلاح الماضئ والحلم بلا حدود.