من هو تشارلز ديكنز
Out of stock
في شارع تشاندوس بلندن شمال غربي الأسواق الصاخبة لحي كوفنت جاردن كان مصنع وارن ينتج صبغة سودا تستخدم في تلميع الأحذية وفي عام كان هناك عرض غريب يظهر في نافذة مصنع وارن للصبغة السوداكانت السيدات والرجال كثيرا ما تلفت انتباههم هذه النافذة ويراقبونهاوكان هناك صبيان أحدهما يبلغ من العمر اثني عشر عاما والآخر يكبره قليلا يجلسان جنبا إلى جنب وكانت وظيفتهما هي إغلاق الأوعية السودا إغلاقا محكما ولصق البطاقات عليها وكانا يعملان ستة أيام في الأسبوع لمدة عشر ساعات في اليوم وكان عليهما أن يكونا سريعين كي ينجزا عملهما ولكي يجعلا اليوم ممتعا ابتكرا لعبة من هذا الأمر حيث كانا يتنافسان ليريا من هو الأسرعكانا سريعين للغاية لدرجة أن المارة في الشارع كانوا يتوقفون للتحديق إليهماكان الصبي الأكبر يتيما ويدعى بوب فاجن ولم يكن يمانع أن يراقبه الناس وهو يعمل أما الصبي الآخر فكان تشارلز ديكينز وبالنسبة له كان الجلوس عند نافذة مصنع وارن للصبغة السودا أسوأ شي يمكن أن يتخيلهكان تشارلز يحلم بالذهاب إلى المدرسة أو ربما إلى واحدة من الجامعات الإنجليزية العريقة مثل أوكسفورد أو كامبريدج فقد كان يحب القراة وكان أحيانا يكتب قصصا خاصة به وقد كان جون ديكينز والد تشارلز دائما ما ينفق من الأموال أكثر مما يكسب وعندما سقط جون في الديون لم يعد قادرا على تحمل إعالة عائلته المكونة من سبعة أطفال لذلك ترك تشارلز المدرسة وأرسل إلى العمل وكان محطم القلب ومحرجا فماذا إذا قضى حياته كلها محاصرا في نافذة المصنع ويضحك منه المارة في الشارع لم يكن يستطيع أن يصدق أن والديه فعلا به ذلك فدعا الله من أجل أن يتم إنقاذه من الإذلال والإهمالعندما كبر تشارلز كان يكتب الكثير من القصص عن الأطفال الفقرا الذين يعيشون حياة قاسية وأصبحت قصصه من أكثر الكتب قراة وحبا في العالمولم يعلم الناس أن تشارلز ديكينز كان أيضا أحد هؤلا الأطفال الفقرا إلا بعد موته
22.00 QAR