حين ولدت العلاقة بين البلدان العربية والولايات المتحدة الأميركية، كان البعد الجغرافي بينهما سببًا في عدم معرفة أي منهما بالأخرى. في ذلك الوقت، تضافر جهد الولايات المتحدة لتجتمع في دولة فتية تتلمس دروبها للتعامل مع العالم، بينما كانت الولايات العربية في الدولة العثمانية المتهالكة تتفرق وتمارس سياسات تقليدية تجاوزها الزمن. حين دخلت الولايات المتحدة إلى عالمنا العربي، الذي لم يكن يعرف عنها إلا أنها دولة تقع في ما وراء البحر، وذلك من خلال شركاء الثقافة الغربية، راحت تمدّ يدها إلى أولئك الشركاء بصفتها حليفًا استراتيجيًا زاهدًا في استعمار مباشر للدول العربية، يُدخلها حلبة التنافس مع حلفائها الأوروبيين؛ فعمدت تلك الدولة الوليدة إلى مدّ نفوذها في المنطقة من خلال تلاقي المصالح الغربية وتلاقحها، مكتفية بما تستطيع تحقيقه من طريق استعمار بالوكالة، وبسياسة قامت على تنسيق الجهود لصوغ عالم مترابط، يحقق عالمية المصالح. يتقصّى هذا الكتاب بداية العلاقات العربية - الأميركية مع المغرب العربي، وبداية الامتيازات الأميركية في المشرق العربي، وبداية التنصير الأميركي في الشام، وبداية العلاقات الأميركية مع وادي النيل، والتنصير الأميركي في العراق ومناطق الخليج العربي، مدعومةَ بوثائق بريطانية وأميركية غير منشورة، توضح مسالك هذه العلاقات. باحث وأستاذ جامعي سوداني، يحمل شهادة دكتوراه في التاريخ الحديث. مهتمّ بدراسة تاريخ منطقة الخليج العربي. عمل أستاذًا زائرًا في عدد من الجامعات العربية، وباحثًا في مراكز بحثية عربية عدة، منها مركز البحوث والدراسات العربية التابع للجامعة العربية بالقاهرة، وفي إدارة البحوث بالديوان الأميري في قطر. صدر له العديد من الكتب، منها: بريطانيا وإمارات الساحل العماني: دراسة في العلاقات التعاهدية؛ نجد في سياسة الخليج العربي (1800-1870)؛ روايات غربية عن رحلات في شبه الجزيرة العربية؛ قطر الحديثة: قراءة في وثائق سنوات نشأة إمارة آل ثاني (1840-1916)؛ إضافة إلى بحوث ودراسات عدة نشرها في دوريات ومنشورات مختلفة.