هذا الكتاب هو في الأصل رسالة جامعية قدمها محمد حرب فرزات للتخرج من الجامعة السورية التي كانت تربط يومئذ الحصول على الإجازة بإنجاز بحث، ونشرها في عام 1955 بدمشق. لكن أهميتها تجاوزت حدود المراحل الأولية لرسالة الإجازة الجامعية لتشكل مصدرًا أساسيًا لا غنى عنه لأي باحث تاريخي أو مؤرخ للحياة الحزبية - السياسية في تاريخ سورية الحديث منذ حدوث الانقلاب الدستوري العثماني في عام 1908 وحتى عام 1954 الذي أنجز فيه الباحث دراسته. ولقد شكل هذا الكتاب مصدرًا أساسيًا في التعرف على تلك الحياة وخصائصها العامة ومنظومتها الحزبية والجمعياتية للباحثين في التاريخ السياسي السوري الحديث، فغدا الأكثر اقتباسًا وتواترًا لتلك المرحلة التي يرصدها ويحللها هذا الكتاب. و لم يكتف فرزات في حينه بما أتيح له من مصادر مكتبية من كتب ومحاضر جلسات المجالس النيابية ووثائق حزبية ...إلخ، بل وأجرى مقابلات عدة مع بعض الفاعلين الأساسيين في تلك الأحزاب والحركات، ما أعطى رصده وتحليله لها صفة الحيوية في الكتابة التاريخية. ويعتبر هذا الكتاب رائدًا بكل المعايير في الكتابات التاريخية السياسية السورية عن الحياة الحزبية في سورية بين عامي 1908 و1954، ولم يفقد قيمته حتى اليوم بدليل عودة الكثير من الدراسات الحديثة حتى يومنا إليه. ولهذا يعيد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في إطار اهتماهه بإعادة نشر الكتب التي شكلت علامات دالة في المكتبة البحثية العربية للقرن العشرين إصدار الطبعة الثانية منه، ويضعه في متناول الباحثين المختصين والقراء المهتمين بالتعرف على ذلك التاريخ.