يندرج هذا الكتاب في سياق الحوارات الفلسطينية التي تستعيد، من خلال رواية الذاكرة، محطات من التاريخ الفلسطيني المعاصر. وفي هذا الحوار يتحدث محمد أبو ميزر (أبو حاتم) عن وقائع مهمة في حياته النضالية، ويروي تفصيلات أيامه منذ أن أطل على الدنيا في مدينة القدس حتى عودته الموقتة إليها بعد غياب قسري طال أربعين سنة. ويسرد أبو ميزر بواكير وعيه السياسي، وقصة انتمائه إلى حزب البعث، ثم انضمامه إلى حركة فتح وتسلمه مهمات الإعلام ثم العلاقات الخارجية في الحركة. ومحمد أبو ميزر هو صاحب إعلان «الدولة الديمقراطية» في فلسطين الذي نشره على العالم في باريس في سنة 1968. وهذا الحوار رحلة في دروب الفكر والثقافة والسياسة، وفي ميادين النضال الفلسطيني، وهو يكشف كثيرًا من الزوايا الظليلة في تجربة حركة فتح، ويميط اللثام عن بعض الأسرار المتوارية استنادًا إلى التجربة الشخصية الطويلة لأبو حاتم في إطار الحركة، ثم يستعيد وقائع وحوادث وسِيَر أشخاص كان لهم الشأن البارز في الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة. المؤلف: ولد في مدينة الخليل عام 1936، ونشأ في مدينة القدس. نال الشهادة التوجيهية، وتابع دراسته العليا في جامعة القاهرة. انتمى إلى حزب البعث في سنة 1951، وأنهى علاقته التنظيمية بالحزب في سنة 1961، ثم التحق بحركة فتح في سنة 1962. تنقل بين ليبيا والجزائر وفرنسا ودمشق ولبنان والأردن، وكانت أبرز محطات نضاله في الجزائر التي التقى فيها، مع خليل الوزير (أبو جهاد)، المناضل الأممي أرنستو غيفارا، وفي باريس حيث أصدر إعلان «الدولة الديمقراطية الفلسطينية»، ثم في دمشق وعمان حيث ساهم في النضال الفلسطيني المسلح من مواقع قيادية متعددة.