ظهرت "نماذج الحوسبية" في ثلاثينيات القرن الماضي لحل "مشكلة القابلية للتقرير" التي طرحها رائد الميتا-رياضيات ديفيد هيلبرت في سياق "أزمة الأسس"، التي يمكن صوغها في السؤال: "هل هناك خوارزمية يمكن من خلالها تحديد ما إذا كانت قضية ما قابلة للإثبات البرهاني، في نظام شكلي معين؟"؛ فاقترح آلن تورينغ "آلة مجردة" تحاكي سلوك أي آلة حوسبية أخرى. ومن ثم صمم فون نيومان في عام 1945 بنية الكمبيوتر التي تقوم على تخزين البرامج في الذاكرة، وتغيير جدول عملها في أثناء التنفيذ، وبالتالي تغيير التعليمات الخاصة بها. وقد شكل نموذج تورينغ في الوقت نفسه دعامة مفاهيمية لإمكانية نشوء ذكاء اصطناعي حوسبي-رمزي. وبعد عدد من الإنجازات السيبرانية تطورت في هذا المجال ملامح اتجاهين رئيسين للذكاء الاصطناعي: الاتجاه "الحوسبي-الرمزي" الذي ينظر إلى الذكاء من حيث هو معالجة للرموز على أساس قواعد شكلية، والاتجاه "الترابطي-العصبي" الذي يستقي نماذجه من كيفية عمل الدماغ البشري. يركز هذا الكتاب على تحليل الجوانب المختلفة لتطور هذه الأفكار والتيارات العلمية والإبستيمولوجية والتاريخية. حاصل على دكتوراه في علم النفس من جامعة بوردو (1994). ملحق بالتدريس والبحث في الجامعة نفسها (1997/1998). أستاذ علم النفس في جامعة ابن زهر (أغادير/المغرب) منذ عام 2002. تتركز اهتماماته العلمية على مجالات اللغة والمنطق والتفكير الطبيعي والاصطناعي