يعد الطلبة ثروة الأمة، فإذا تعلموا وتوسعت مداركهم يستطيعون أن يأتوا بأي ثروة في أي مكان في العالم، والإرشاد كعلم ولد في الولايات المتحدة، وانتشر في كل دول العالم بمسميات مختلفة، بسبب التقدم العلمي وتغير طبيعة الأسرة، وعمل المرأة، والحرب العالمية، وزيادة عدد الطلبة في المدارس، وظهور إلزامية التعليم، وزيادة نسبة الرسوب والتسرب من المدرسة، وكثرة المشكلات بين الطلبة، وهو يسعى لتحرير طاقات الأفراد وقدراتهم الكامنة، وتمكينهم من تحقيق ذواتهم، فيقدم خدمات لكل الناس سواء الطلبة في المدرسة أو خارجها، ولذلك زادت الأبحاث العلمية والكتب في هذا المجال، محاولة مساعدة المختصين والباحثين والمرشدين في تقديم أفضل الخدمات للطلبة. وكان من الطبيعي نتيجة تطور هذا العلم السريع وانتشاره المتزايد في كل دول العالم، زيادة الكتب التي تعنى بالإرشاد المدرسي، والتي حاولت تغطية جوانب متعددة من هذا العلم. وانطلاقا من أهمية هذا الميدان في العلم، يأتي هذا الكتاب كجهد علمي متواضع ينسجم مع حاجات المرشدين في المدارس، ومع الطلبة الدارسين لهذا العلم، ومع المهتمين، حيث يعمل على إكسابهم منظومة متكاملة سهلة القراءة والاستيعاب ومشوقة في آن واحد، تساعدهم في الجانب النظري والعملي معا. يتكون هذا الكتاب من ثمانية فصول، وهي على النحو التالي: تناول الفصل الأول موضوعات تمهيدية حول الإرشاد المدرسي من حيث تعريفه، ومبررات وجوده، ومبادئه وتطوره، والأدوار التي يقوم بها كل من المرشد والمعنيين في المدرسة، وخصائص المرشد، وطبيعة غرفته، بينما خصص الفصل الثاني للحديث عن مجالات عمل المرشد المدرسي وهي: الإرشاد الديني والأخلاقي والتربوي والاجتماعي والنفسي والوقائي والتعليمي المهني، كما تم الحديث فيه عن خطوات عمل المرشد المدرسي. وتناول الفصل الثالث وسائل جمع المعلومات في الإرشاد المدرسي وهي: الملاحظة والمقابلة والسجل التراكمي ودراسة الحالة ومؤتمر الحالة والاختبارات والمقاييس والسيرة الذاتية والمذكرات اليومية، أما الفصل الرابع فقد تطرق لأساليب الإرشاد المدرسي كالإرشاد الفردي والجمعي والإرشاد المباشر وغير المباشر والإرشاد باللعب، كما أضاف المؤلف ملخص لأساليب علاجية إرشادية يمكن أن تستخدم في الإرشاد المدرسي، ولم يتم شرحها بالتفصيل نظرا لأن توضيحها يمكن أن يتم في كتب النظريات الإرشادية ويحتاج لكم كبير من المساحة ولم يخصص هذا الكتاب لهذا الموضوع بالذات. واشتمل الفصل الخامس على مواضيع حول مراحل النمو لدى الطلبة مع التركيز على دور المرشد المدرسي في هذه المراحل، حيث قسمت هذه المراحل إلى مرحلتين أساسيتين وهما المرحلة الأساسية والثانوية، ولا يستغني المرشد عن معرفة الخصائص والمتطلبات وبعض المشكلات التي يمر بها الطلبة في هذه المراحل، واهتم الفصل السادس بالبحث حول خطة عمل المرشد المدرسي متضمنا مجالات هذه الخطة وكيفية إعدادها وتنفيذها وتقويمها، كما اهتم هذا الفصل بجانب أساسي لا يستغني عنه أي مرشد مدرسي وهو السجلات والملفات الإرشادية وبعض النماذج التي تفيده في عمله، وتم إرفاق نماذج من هذه السجلات والملفات والنماذج مع ملاحظة أنها قد تختلف بعض الشيء من منطقة لأخرى، أو قد يتم إضافة بعض منها أو حذفه حسب اهتمام المنطقة التي يعمل بها المرشد المدرسي. أما الفصل السابع فقد تطرق لدور المرشد الأساسي مع بعض الفئات ذات الاحتياجات الخاصة كالطلبة المتفوقين والموهوبين وطلبة صعوبات التعلم والمضطربين سلوكيا، وأيضا في هذا الفصل تم التركيز على دور المرشد المدرسي في التعامل مع هؤلاء الطلبة، حيث أن كثيرا من المرشدين يجدون صعوبة في التعامل معهم، والفصل الثامن لمناهج الإرشاد وهي المنهج النمائي والوقائي والعلاجي، وتناول أيضا عشر حالات عملية إرشادية ودور المرشد الوقائي والعلاجي بها، مع إجابة عن بعض تساؤلات الطلبة المهمة، وتطرق الفصل الأخير إلى أساليب إرشادية حديثة يستخدمها المرشد المدرسي حيث تضمن كل شيء يخص الإرشاد المختصر.