في ظل التطور المتواصل والمتلاحق في المجال التكنولوجي والإعلامي برزت وسائل التواصل الاجتماعي لتحقق انتشاراً واسعاً ملحوظاً في مختلف دول العالم، وعلى الرغم من أن مفهوم التواصل الاجتماعي هو من المفاهيم المرتبطة بالمجتمع الافتراضي والتي ذاع صيتها بشكل استرعى الانتباه والدراسة خاصة مع ازدياد اهتمام الأكاديميين بقضايا الشبكات الاجتماعية منذ أن أصبح الإنترنت بتفاعلاته جزءاً من الحياة اليومية، ومن هنا بدأ الاهتمام بتنوع تأثيرات شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة في الأمن الوطني للدولة لما لها من تداعيات على استقرار وتماسك الدول. في ظل هذا الهم المعرفي يسعى الدكتور راشد حمد النعيمي في دراسته المعنونة «العولمة الإعلامية والسياسات الأمنية» إلى البحث والتحليل في مفهوم الأمن بأبعاده المختلفة والمتداخلة، وكذلك استعراض مفهوم الاستراتيجية بجوانبها المختلفة، مروراً بدراسة دور الإعلام بمختلف وسائله في السياسة الوطنية خاصة في ظل الفترة الحالية والانفتاح المعلوماتي الكبير، وصولاً إلى تأثير دور وسائل التواصل الاجتماعي في الأمن، وذلك بالتطرق إلى بعض الحالات التطبيقية كنماذج على بعض محاور وفصول الدراسة وبناءً على ما تقدم يأتي هذا الكتاب ليطرح بعض الأسئلة في موضوع الأمن السيبراني ويحاول تقديم بعض الإجابات؛ وهو ما يعني أولاً وقبل كل شيء أن العولمة الإعلامية أصبحت مجالاً لا بد للجميع: الدول وجيوشها والمنظمات وفروعها والشركات ونشاطاتها أن يعوا خطورته، ويضعوا له الاستراتيجيات المناسبة لما يطرحه من تحديات كما يرى المؤلف.
