إن علم التاريخ هو معرفة أحوال الطوائف وبلدانهم ورسومهم وعاداتهم وصنائع أشخاصهم وأنسابهم ووفياتهم إلى غير ذلك، وموضوعه أحوال الأشخاص الماضية من الأنبياء والأولياء والعلماء والحكماء والملوك والشعراء وغيرهم.
والغرض منه الوقوف على الأحوال الماضية، وفائدته العبرة بتلك الأحوال والتنصح بها وحصول ملكة التجارب بالوقوف على تقلبات الزمن ليحترز عن أمثال ما نقل من المضار ويستجلب نظائرها من المنافع.
وهذا العلم - كما قيل - عمر آخر للناظرين والإنتفاع في مصره بمنافع تحصل للمسافرين؛ ولقد حظي التاريخ الإسلامي بإهتمام بالغ، وقد بدأ المسلمون بتدوين كتاباتهم التاريخية منذ القرن الثاني الهجري.
أما الكتب صاحب كتاب كشف الظنون إلى ألف وثلاثمائة مصنف، ومن أهم الكتب المصّنفة في هذا الفن كتاب "تاريخ الأمم والملوك" لأبي جعفر الطبري المشهور بتاريخ الطبري والذي صار المعول عليه عند من بعده.
ومن الكتب المهمة في فن التاريخ كتاب "الكامل في التاريخ" لابن الأثير الجزري، وهو الكتاب الذي بين أيدينا وقد اعتمد في كتابه على تاريخ الطبري ونقل كلامه، وزاد على سابقه أشياء لم يذكرها نقلها من كتب أخرى، ثم زاد على الطريقة نفسها من السنة التي توقف فيها الطبري إلى سنة (628) وهي ما قبل وفاته بسنتين، وقد رتب كتابه على السنين، لجميع أقاليم الدولة الإسلامية، وكثيراً ما يربط بين الأحداث التي تقع في الأقاليم المختلفة.
ويعد تاريخ ابن الأثير "الكامل في التاريخ" من أهم مصادر التاريخ الإسلامي، وله أهمية خاصة في أحداث المغول والحروب الصليبية، التي عاصر فترة منها، وشارك في نقل أخبارها، وقد أرّخ لأحداث قريبة من عهده وعصره