سيظل علم الفيزياء وعلوم الفضاء من أمتع العلوم التي كلما اكتشفنا فيها جديدًا، تأكدنا أكثر من أننا لا نعلم عنها أي شيءٍ بعد!د. محمد ثروت حسن، أستاذ الفيزياء والعلوم البصرية بجامعة أريزونا في الولايات المتحدة الأمريكية، الحائز على جائزة مؤسسة كيك للعلوم، ومبتكر تكنولوجيا ليزر الأتو ثانية (Attosecond Electron Microscopy) لرصد وتصوير حركة الإلكترونات.منذ بداية عصر وجود البشر على هذا الكوكب، وفي هذه البقعة الصغيرة الهادئة من الفضاء، كنا دومًا نبحث عن إجابات أعظم الأسئلة..مَن نحن؟ من أين جئنا؟ وما المغزى من وجودنا هنا على هذه الأرض؟! وكيف بدأ هذا الكون العظيم الشاسع الذي لا يحد من أطرافه شيء سوى خيالنا البشري الفاني، الذي يعجز عن استيعاب ماهيته الحقيقية؟!ولسنين طويلة للغاية، كنا نحيا في قلب عصور الظلام، ونتصور - بغرورٍ الإنسان المعتاد - أننا مركز الكون، وأن هذا الوجود الشاسع الذي لا حدود له، بكل ما يحويه من نجوم وكواكب ومجرات، يتمحور حولنا نحن فقط.ولكن ما نعرفه الآن هو أن الكون له تاريخٌ سري عظيم وقديم للغاية، يختفي خلف ملايين الأبواب المغلقة بأقفالٍ من ألغازٍ لا تُحَل، ولا يجسر عقلٌ على الدنو منها، أو يتمكن.. ومنذ بداية تاريخ العلم، وحتى يومنا هذا، لم تتوقف العقول أبدًا عن البحث والسعي نحو حل ألغاز هذا الكون، وكشف أسراره.. وهذا هو بالضبط ما يسعى نحوه هذا الكتاب الذي بين يديك!يمكنك أن تعتبره محاولة بشرية جديدة لطرح الأسئلة الصعبة والغريبة وغير المطروقة، ومحاولة الوصول إلى إجاباتها المذهلة، التي تختفي هناك بعيدًا في أعماق الكون ذاته، وخلف أبوابه المغلقة.فهل سننجح في تحقيق هذا معًا؟ هذا هو ما ستكتشفه خلال هذه الصفحات التالية، وأنت تسبح معي بين تلك السطور المفقودة للتاريخ السري لهذا الكون الفريد من نوعه
