توجد في الحياة ثلاثة فصول رئيسة، يدوم كل فصل منها ما بين خمسة وعشرين إلى ثلاثين عاما. الفصل الأول: هو الطفولة، حينما تكبر في السن، وتتلقى معظم تعليمك، وفي النهاية تحصلُ على عملك أو تُكونُ عائلة أو ربما تحصل عليهما معًا في الوقت نفسه. الفصل الثاني: هو الرشد، وهذا يشمل أكثر سنوات عمرك إنتاجية؛ عندما تجمع صافي ثروتك، وتشتري أشياء كبيرة مثل المنزل أو السيارات، وترعى عائلتك. وفي الوقت المناسب تصل إلى منعطف آخر كبير؛ يصبح منزلك أكبر مما تحتاج إليه، وتنتهي حياتك المهنية، وينطلق أطفالك معتمدين على أنفسهم. فماذا بعد؟ الفصل الثالث؟ ليس هناك مصطلح مقبول على نطاق واسع يُطلق على هذه المرحلة. ولهذا الأمر دلالة ما؛ إذ لا نجد في اللغة الدارجة مصطلحا يصف تلك المرحلة المهمة من الحياة. لِمُدَّةٍ من الزمن كان التقاعد هو العلامة المميزة التي تصف تلك المرحلة الثالثة من الحياة، لكن لم تعد هذه الكلمة سائدة حاليًا. وسواءً أأطلقت عليه تعبير (فصل التقاعد، أو الفصل الثالث، أو أي شيء آخر)، يمكنك أن تتأكد أن تلك التجربة المغيرة للحياة ما زالت سانحة وأقوى من أي وقت مضى.إن الفصل الثالث من الحياة هو أرض جديدة، ويرجع هذا بنسبة كبيرة إلى كون الناس لم يعتادوا أن يعيشوا مدة طويلة للغاية بعد التقاعد. أما اليوم فالأمور مختلفة، ومن المرجح أن يدوم فصلك الثالث هذا لمدة عقود. فما نوع الحياة التي ستشكلها في السنوات المقبلة التي وهبت لك؟ هل سيكون فصلك الثالث هو التتويج المبهج لحياتك أو مجرد انحدار مريع وطويلٍ يسير ببطء إلى النهاية؟ هذا الكتاب سيوضح لك كيف تجعل الفصل الثالث من حياتك وقتًا للازدها
