إن النظرية الإرشادية تعبر عن أصالة علم النفس الإرشادي، والدور الذي يلعبه هذا العلم في خدمة البشرية، وخاصة وأن الإرشاد النفسي بكافة فروعه جاء مطابقا لما تطمح إليه تلك النظريات في المجال التطبيقي. فنظريات الإرشاد والعلاج النفسي تتعدد في الوقت الحالي تعددا كبيرا حتى أنه يوجد ما يزيد على 250 نظرية، وهذا جعل رئيس الجمعية الأمريكية لعلم النفس يقول: " إن النظريات في مجال الإرشاد والعلاج النفسي قد أصبحت أشبه بغابة متلاطمة الأشجار" ولكن في الواقع لا يزيد عدد هذه النظريات عن العملية والممارسة حاليا عن 25 نظرية أو نموذجا نظريا.
لم يكن اختيار مجموعة من النظريات ليشملها مرجع عربي بالأمر السهل، فالأمر عند الحديث عن النظريات الغربية لا يقف عند حدود التعرف على بنية النظرية أو تطبيقاتها أو جوانب القوة وجوانب الضعف فيها، وإنما تدخل في عملية الاختيار اعتبارات أخرى، وبذلك فإن المؤلفان قد حاولا أن يشتمل هذا الكتاب على أكبر عدد من تلك النظريات بحيث تمثل كافة التوجهات الراهنة في هذا الميدان، ولذلك اشتمل الكتاب على سبع وعشرين نظرية.
وأثناء تناول هذه النظريات راعى المؤلفان تناول الجوانب التالية في كل نظرية:
