في ميدان الأعمال والاقتصاد ثمة قضايا إدارية واقتصادية معاصرة فرضت نفسها بقوة في واقع الحياة، وأقحمت نفسها في ميادين العلم والتطبيق، وأخذت مكانها في وسائل الإعلام وعناوين الصحف والمجلات، والمنتديات واللقاءات وورش العمل الفكرية، الخ... إلى أن استقرت في الكتب والمناهج الدراسية الجامعية، وهي بطبيعة الحال قضايا متداخلة يأخذ بعضها بزمام بعض، فهي وإن أخذت في ظاهرها الجانب الاقتصادي، فإنها تنطوي على جوانب سياسية، وإدارية، واجتماعية، وإن أخذت مظهر السياسة، فهي في جوهرها قضايا اقتصادية واجتماعية وهكذا؛ لهذا استوجب الأمر ضرورة التعاطي معها بما يلائم أهميتها ودرجة تأثيرها في الحياة المعاصرة؛ ذلك ليكون الطلبة والباحثون ورجال الأعمال على علم بها وبأبعادها المختلفة وبمضامينها ودلالاتها الإدارية والاقتصادية، وامتداداتها التطبيقية المتشعبة المتشابكة، بما يفيدهم في مناشطهم الفكرية والعملية. لقد كثرت الكتب التي تناولت مثل هذه القضايا، بعضها مقتضب، وبعضها موسع، وبعضها يتناول جزءاً من هذه القضايا ويهمل سائرها وهكذا؛ ولهذا وذاك رأينا أن يكون هذا الكتاب شاملاً لتلك القضايا، مستوعباً جوانبها المختلفة، بحيث يقدم فكرة شاملة متكاملة عن كل قضية من القضايا المعروضة فيه. ونظراً لتعدد القضايا وتوسع البحث فيها، بحيث لا يستوعبها كتاب بالحجم العادي؛ رأينا أن يكون هذا الكتاب في جزأين، الجزء الأول هو الذي بين يديك، على أمل أن يتبعه الجزء الثاني في القريب العاجل بإذن الله تعالى. وقد تضمن هذا الجزء عدداً من القضايا الإدارية والاقتصادية التي بلغ عددها وفق خطة التأليف خمس عشرة قضية، هي على النحو التالي: أخلاقيات الأعمال، وإدارة الأزمة، وإدارة الجودة الشاملة، وإدارة المعرفة، وإدارة الوقت، والإدارة بالأهداف والنتائج، والثقافة التنظيمية، والحوكمة، والخصخصة، وريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة، والعولمة، وفرق العمل، والفساد الإداري، والمسؤولية الاجتماعية، والهندرة.