اعتنت الشريعة الإسلامية الغراء، بشتى ميادين العلاقات، علاقة الإنسان بربه تعالى، وعلاقته بغيره بل وبنفسه، كيف لا وهي الشريعة الخالدة من الله عز وجل للبشرية جمعاء إلى قيام الساعة، ومن هنا جاء الاهتمام بتنظيم علاقة الناس بعضهم ببعض، فشرع لهم الحقوق والواجبات، وشرع لهم الأحكام لتنظيم تلك الحقوق والعلاقات. ومن جملة تلك التشريعات الاهتمام بتوثيق تلك الحقوق والواجبات والتعاملات بين الناس، ليبقى كل واحد منهم مطمئناً على حقه، مطالباً بالحق الذي عليه، ليتحقق التوازن الفريد الدقيق، ولهذا نجد أن آية الدين هي الآية الشريفة التي تنظم وتعقد القواعد والمبادئ الأساسية في توثيق الحقوق فيما بين العباد، ومن عجيب وإعجاز تلك الآية تفصيلها الدقيق لشتى صور التوثيق في شتى الأوقات والظروف، سواء أكان الحال في السفر أم الحضر وسواء أكان صاحب الحق عالماً كاتباً أم جاهلاً لا يستطيع إلى ذلك سبيلاً.