هو الترجمة العربية لأطروحة دكتوراه في الفلسفة للفيلسوف محمد بديع الكسم، في جامعة جنيف (1958)، وكان عنوانها في الأصل الفرنسي: "فكرة البرهان في الميتافيزيقا" (L’idée de preuve en métaphysique). يشتبك الكسم، في أطروحته، مع فلاسفة كُثْر، ينتمون إلى تقاليد فلسفية متباينة (منها الغربية ومنها العربية)، من أمثال سقراط وأفلاطون والأكويني والفارابي ومحمد عبده ومحمد إقبال. يقسّم الكسم كتابه إلى سبعة فصول: يبين في الأول منها أنّ كل حكم (في كل مجال من مجالات المعرفة) يقصد إلى وضع نفسه حكمًا صادقًا. ثم يبين في الفصلين الثاني والثالث أنّ الحكم، الذي يضع نفسه على أنه حكم صادق، يضع نفسه أيضًا على أنه حكم قام البرهان عليه. ويعرض في الفصل الرابع بعض التصورات العامة عن البرهنة الفلسفية بقصد إقامة الدليل على الاتصال بين النظرية والبرهان في الميتافيزيقا على الصعيد النظري. ويسعى في الفصل الخامس للتحقق من هذا الاتصال، متخذًا من بعض الحلول المتعلقة بمشكلة خلود النفس مثلًا على ذلك. أما في الفصلين السادس والسابع فيتناول بالدرس البرهان الميتافيزيقي في حدّ ذاته. المؤلف محمد بديع الكسم، فيلسوف عربي، ولد في عام 1924 في مدينة دمشق. نال الدكتوراه في الفلسفة في عام 1958 من جامعة جنيف، في سويسرا، عن أطروحة بعنوان "فكرة البرهان في الميتافيزيقا". وعاد إلى سورية أستاذًا في الفلسفة في جامعة دمشق. بعد ذلك، انتقل إلى جامعة الجزائر، حيث ساهم، في الفترة 1968-1972، في برنامج التعريب الذي نفّذته الجزائر بعد الاستقلال. ثم تنقّل بين سورية وفرنسا وسويسرا، ليعود إلى سورية ويعيّن عضوًا في مجمع اللغة العربية في دمشق. توفي في عام 2000، بعد مسيرة حافلة في التدريس والتأليف والترجمة، مؤثّرًا في جيل كامل من الطلاب والباحثين العرب وغير العرب. المترجم جورج صدقني، أستاذ في الفلسفة ومترجم وسياسي سوري. وُلد في محافظة طرطوس في عام 1931، وتوفي في عام 2010. ترأّس اتحاد الكتّاب العرب، وكان عضوًا في مجمع اللغة العربية في دمشق. صدر له عددٌ من الأبحاث والترجمات في الفلسفة والسياسة والتربية.