ان ما نشاهده من تطور تكنولوجيا قد شمل كافة مجالات الحياة ويتركز في اساسه على مجموعة من الوسائل الخاصة بالبحث العلمي سواء في مجال العلوم السلوكية او العلوم التجريبية. وعلم الاحصاء احد هذه المتركزات التي لا غنى عنها لاكتمال الجوانب البحثية لاي دراسة،فالالمام بالطرق الاحصائية يساعد في التحقيق من صحة فروض الدراسة وفي عمليات القياس والتقويم لمجموعات من الظواهر السلوكية والتربوية ومن ثم الاستفادة والتنبؤ بحلول لهذه المشكلات. والهدف الرئيسي من تأليف هذا الكتاب هو مساعدة طلبة كلية التربية وغيرها في الاعتماد على انفسهم في الدراسة والبحث، وكذلك مساعدة المعلمين القائمين على العمل في مجال التربية والتعليم من حيث تقديم وسيلة تيسر علمية التعليم والتعلم وبالتالي تطوير عملهم. ولقد تناول الكتاب في مجملة الاحصاء كعلم له اهمية خاصة في مجال العلوم التربوية والاجتماعية ثم التعريف بالطريقة العلمية والطريقة الاحصائية وانواع البحوث وكيفية تصميمها وهذا ما شمله الفصل الاول من الكتاب. في الفصل الثالث فيتناول كيفية تصنيف البيانات الاحصائية وتبويبها وكيفية جدولة البيانات الاحصائية من توزيعات تكرارية وجداول تكرارية. ويتم في الفصل الرابع عرض البيانات الاحصائية من خلال الرسوم البيانية لمجموعة من الاشكال للتوزيعات التكرارية مثل المدرج التكراري والمنحنى التكراري والمضلع التكراري الصاعد او الهابط (النازل). ويناقش الفصل الخامس مفهوم العينات وطرق اختيارها واسلوب العينات في جمع البيانات ومن ثم دراسة انواع العينات (الاحتمالية وغير الاحتمالية). ويعرض الفصل السادس باسلوب مبسط مقاييس النزعة المركزية وخواصها مثل الوسط الحسابي والوسيط والمنوال وكذلك الوسط الهندسي والوسط التوافقي. ويشرح الفصل السابع مقاييس التشتت مثل المدى المطلق وتصف المدى الربيعي والمنثنيات والارباعيات والاعشاريات والتطبيق عليها. ويتعرض الفصل الثامن لمفهوم الارتباط والانحدار ومن ثم دراسة معاملات ارتباط كل من بيرسون وسبيمان ثم معادلة الانحدار البسيط ومعامل الارتباط الجزئي. ويناقش الفصل التاسع مفهوم الدلالة الاحصائية واختباراتها مثل اختبار (ت) ومربع كاي والارقام القياسية وكذلك السلاسل الزمنية. اما القصل العاشر وهو الفصل الاخير فيتعرض للاحصاءات الحيوية ومقاييسها من مثل تعداد السكان والتسجيل والولادة والوفيات والزواج والطلاق ومعدلاتها. وبعد فاننا اذ نقدم هذا الجهد المتواضع الى من يعنيهم هذا الموضوع والمهتمين به، لنرجو من الله العلي القدير ان نكون قد وفقنا في تحقيق اهداف هذا العمل وان نكون بذلك قد اضفنا الى المكتبة العربية ما يساهم في نشر العلم والمعرفة للدارسين في مجال الاحصاء. واخيرا فالشكر والتقدير لكل من ساهم في اخراج هذا العمل بصورته الراهنة.