نسعى من خلال هذا الكتاب إلى تقديم المعرفة المتخصصة بلغة إعلامية معاصرة تعتمد التكثيف والتركيز والاقتضاب، إذ تكمن البلاغة في الإيجاز وهي دعوة للبحث والتمحيص والمراجعة والتدقيق؛ فنحن أمام لغة علمية، ولغة طبية، ولغة أدبية، ولغة إعلامية، ولغة سياسية، ولغة أمنية، ولغة رياضية، ولغة الإشارة...، وضبط الإيقاع يتجلى في اتساق الحامل بالمحمول وقواعد النحو والصرف والبلاغة، وبلد المُنتَج ولغته، والإعلامي المعاصر يجب أن يتعامل مع كل اللغات، ويقدمها بأسلوب بسيط وسهل وسريع ودقيق ومختصر، مراعياً خصائص الوسيلة التي يعمل فيها... فالإعلامي المعاصر هو المتخصص القادر على ترتيب أولوياته دورياً، الثري معرفياً ومهارياً المستخدم للمستحدثات، المستثمر للوقت والفرص، المتمكن من أدواته، القادر على التأثير والنفاذ إلى قلوب الناس قبل عقولهم، والإعلامي المؤثر من يمتلك الحصافة والنباهة والذكاء. ويتحلى بالتفكير الابتكاري والنقدي والمفهومي والخلافي والمتوازي والتنفيدي والعلمي والحواسيبي والمبادر والاستشرافي والمحدد والجمعي والبدائلي والتواصلي والحواسي والعولمي للنهوض بواقع أمة تُعاني من شتى أشكال التنائف... وكلما تمكن الإعلامي من التفكير بما يتضمنه من حكم وتجريد وإدراك واستدلال وخيال وتذكر وتوقع اتسمت كتاباته بالتميز مقارنة بغيره من الإعلاميين؛ وكلما تعددت مهارات الإعلامي الخاصة بالحفظ والتذكر والتحليل والتركيب والمقارنة والقياس والإسقاط والتوظيف والتقييم والتقويم استطاع شق طريقة بخطوات واثقة نحو سوق العمل... وهذا ما يُحاول الكتاب تقديمه في فصوله المختلفة.