الدرر البهية في الرحلة الاوروبية 1889
In stock
لا ينطبق على رحلة عربية من وصف دهشة المسافر الشرقي بالعالم الغربي كما ينطبق على صاحب هذه الرحلة وهو مثقف باحث عن الجديد، فكل ما تراه عينه من أوجه التطور والإختلاف في المدنية الحديثة يجد صداه في صفحات يومياته، وهو في ركاب رحلة لقاء مع الإستشراق وبحث عن سبل نقل المعارف والعلوم والآداب الغربية إلى الثقافة العربية.
وقد انطلق في رحلته من القاهرة كسلفه رفاعة رافع الطهطاوي، لكن وجهته كانت إلى بلاد السُّويد والنّرويج، من أجل حضور المؤتمر العلميّ المشرقيّ الثّامن الذي أقيم عام 1889.
رافق الباجوريّ في هذه الرّحلة وفدٌ من وزراء مصر وعلمائها من مثل؛ عبد الله باشا فكري، وأمين بك فكري، والشيخ حمزة فتح الله؛ وتتمازُ رحلة الباجوريّ بفرادة تكمُنُ في كونها خطاباً يراوح بين الكتابة الرّحلية / التسجيليّة والكتابة الإبداعيّة، وهو ما يبوِّئ هذه الرّحلة مكانةً متقدمةً في سياق الخطاب الرّحليّ الذي شاهده الرّحالة العرب عن الآخر الغربيّ.
وبالتالي فإن الرحالة الباجوري يُجسِّدُ في هذه الرّحلة "منظور "التّابع" كما لدى غاياتري سييفاك المنظرة الهندية المشهورة؛ ذلك أنّ الرحالة يغدو علامة سيميائيّة على الشّرق / المشرقيّ المأخوذ بالآخر الغربيّ، ولذا فإنّ مفهوم الآخرية (Otherness) يكتسي في هذه الرّحلة قيمة إشاريّة دالّة، فالذات تبدو مأخوذة بالمنجز الحضاريّ الذي انتهت إليه حضارة الآخر على صُعُد الحياة جلّها".
وقد نال المحقق الدارس لهذا النص عن عمله بامتياز جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة.