يعتمد التعلم الإلكتروني بكل أشكاله على المحتوى الرقمي. بالرغم من أن جوهر المحتوى واحد بين المحتوى التقليدي والمحتوى الرقمي إلا أن هناك خصوصية وتأثيراً للوسيلة ولطريقة تقديم المحتوى على المحتوى نفسه وعلى المستخدم لهذا المحتوى. ولذلك، يجب أن تؤخذ خصوصية المحتوى الرقمي بعناية وأن لا يعامل بالعقلية نفسها التي كان يقدم فيها المحتوى التقليدي. كما أن عقلية الجيل الرقمي تغيرت وأصبحت تتعاطى مع الأمور بطريقة مختلفة وتفهم الأمور بشكل مغاير عما كان عليه الحال في الأجيال السابقة. وهذا من الأشياء التي يجب أن تؤخذ بعناية أيضا. يتناول الكتاب التعلم الإلكتروني والمحتوى الرقمي من جوانب متعددة، ففي الفصل الأول أتطرق إلى التعلم الإلكتروني كنمط من أنماط التعلم بخصوصيته واختلافه عن الأنماط الأخرى. ثم أنتقل إلى الحديث عن المحتوى الرقمي في الفصل الثاني كونه العمود الفقري لأي تعلم إلكتروني. وفي الفصل الثالث أتناول موضوع السيناريو التعليمي واللوحات القصصية كونها حجر الزاوية في تصميم وإنتاج المواد التعليمية الرقمية وهو موضوع قل الحديث عنه في المراجع العربية. ثم يأتي الفصل الرابع للحديث عن تصميم التعليم بصفته أهم عنصر من عناصر إنتاج المواد التعليمية الرقمية ومشاريع التعلم الإلكتروني. وفي الفصل الخامس أتطرق إلى نماذج تصميم التعليم والمحتوى الرقمي بطريقة معاصرة تركز على عدد من نماذج تصميم التعليم وتطبيقاتها في التعلم الإلكتروني وإنتاج المواد التعليمية الرقمية. وفي الفصل السادس أتناول تصميم المواد الرقمية والمبادئ التي ينبغي أن تستند إليها عملية التصميم. وفي الفصل السابع أستعرض قضية نقل المحتوى الرقمي والعوامل التي تؤثر في ذلك وطرق التدريس في بيئة التعلم الإلكترونية. ولكي تتم عملية التصميم والإنتاج للمواد التعليمية الرقمية لا بد من إجراء عملية التقويم للمحتوى الرقمي وجودة التعلم الإلكتروني وهو ما تتم مناقشته في الفصل الثامن.