حرية - مساواة - اندماج اجتماعي: نظرية العدالة في النموذج الليبرالي المستدام
In stock
إن أي مقاربة دينية وميتافيزيقية لقضايا معاشيّة مثل الحرية والمساواة هي محاولة «إحلال اللامتناهي في المتناهي، أو تجريد كلّ موضوع في المطلق»(10). مثل هذه المقاربات التي تصدر عن نرجسية ثقافية أو عقائدية تعمل على دغدغة العواطف الأخلاقية والوازع الديني كي تُثبـت صحّـة نظرياتهـا المتهافتة ومواقفها المتداعية وممارساتها الأُحادية. ليست مصادفةً إذًا أن عصر الحداثة في العالم الغربي اقترن في بداياته بتكريس تحرّر الفرد مما هو اجتماعي وتكريس تحرّر ما هو اجتماعي مما هو مقدّس(11)، وهو ما سمح باستيعاب الطبيعة التعدّدية للمجتمعات المعاصرة وفتح المجال أمام أشكال جديدة للتعاون والتضامن. مسألة العدالة الاجتماعية هي إذًا مقترنة اقترانًا وثيقًا بالإشكالية المعقّدة للفردانية والتماسك الاجتماعي في آن. ومن حيث إن المفاهيم المرتبطة بها لها دلالات عديدة في المرجعية الإبيستمية الإسلامية والفكر العربي الحديث، وحمولات خاصة تترتب عليها أحكام واستدلالات متعددة(12)، لذا يجب أن نبدأ بتوضيح المُراد من التوظيف التحليلي لهذه المفاهيم.