واحد من كتب السِّيَر النادرة لفلسطينيي القرن التاسع عشر، جاء في هيئة مذكرات خطّها قسطنطين أسعد سيقلي، سجل فيها أحداث الفترة الممتدة بين عامَي 1861و1928، وقد حققها وقدّم لها تيسير خلف.تندرج هذه المذكرات ضمن النمط المؤرِّخ للعائلات، إذ يوثّق صاحبها ظروف عائلة سيقلي، متطرقًا إلى أصلها وجذور تسميتها، ومسلِّطًا الضوء على أبرز الأحداث التي عاشتها عائلته ومحيطها؛ فيذكر قسطنطين أحوال ولاية سوريا العثمانية عمومًا، وخاصة الجليل الفلسطيني، مركّزًا على عكا، في تلك الفترة، ساردًا عن المناصب الإدارية المهمة التي تولّاها الجيل الثاني من عائلته بعد سن قانون الولايات العثماني في عام 1864، إذ عملوا مترجمين وإداريين في مركز الولاية والمتصرفيات والقنصليات الأجنبية، مفصّلًا في بعض المشاريع، مثل: تشكيل فريق مرمح الخيل العثماني ومشاركته في معرض شيكاغو الكولومبي الشهير، وشركة الرزي في طرابلس الشام، كذلك مشروع حمامات الحمة الذي أداره أخوه راجي سيقلي. ولا يغفل تدوين اهتمامات ذلك الجيل من عائلته بالعمل الثقافي والأهلي.كذلك يتطرق قسطنطين سيقلي إلى ظروف الهجرة العربية المسيحية إلى أميركا في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، فيخوض في تجربة الهجرة إليها، وما رافق ذلك من ظروف تعكس الحالة الاجتماعية والاقتصادية العامة في تلك الفترة.