نظريات القومية: مقدمة نقدية
In stock
من المؤكد أن التطورات البارزة التي اجتاحت العالم مؤخرًا – بدءًا بالحروب والتطهير العرقي في البلقان والمذابح الجماعية في وسط أفريقيا، مرورًا بالنزاعات الأهلية في جنوب ووسط آسيا، وبتعاظم الخوف الرهابي من الأجانب في أوروبا، وانتهاءً بالتطورات الأخيرة في العالم العربي – أدت كلها إلى تحليل وإعادة تحليل النظرية القومية وتطبيقاتها في سبيل غايات جديدة. يعرض هذا الكتاب دليلاً مرشدًا ومؤثرًا ومثيرًا لأهم المناقشات والمجادلات المعاصرة عن الأمّة والقومية. ويؤكد أن ما يُحدّد الحركات والأيديولوجيات والسياسات المختلفة هو أنها تستخدم كلها الإطار المرجعي نفسه. ويقترح الكتاب أيضًا أن أفضل طريقة لفهم القومية هي المقاربة "البنائية الاجتماعية"، بوصفها، في آن معًا، ظاهرة سياسية وثقافية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالحياة اليومية المعيشية، وتتصل اتصالاً راسخًا ومستمرًا ومباشرًا بواقع العالم المعاصر. بهذا المعنى يُحل المؤلف المذاهب والمراقبات التي طرحها أبرز المنظرين القوميين منذ القرن الثامن عشر حتى أوائل القرن الحادي والعشرين . ويخلص إلى أن السمة المشتركة للقومية تتمثل في أسلوب خطابها ومحتواه اللذين يروجان فكرة الأولوية المطلقة لمصالح الأمة، بوصفها المصدر الوحيد للشرعية، والمحدد الأوحد للهوية والولاء والمسؤولية والمعايير؛ أما فاعلية الخطاب القومي فتعتمد على استعماله الاجتماعي اليومي.